--------------------------------------------------------------------------------
أفخر من الحارث بن حلزة
تعريف للمثل هذا
الحارث بن حلزة واسمه الحارث بن ظليم بن حلزّة اليشكري، من عظماء قبيلة بكر بن وائل، كان شديد الفخر بقومه حتى ضرب به المثل فقيل «أفخر من الحارث بن حلزة»، ولم يبق لنا من أخباره إلا ما كان من أمر الاحتكام إلى عمرو بن هند (في 554 - 569 م) لأجل حل الخلاف الذي وقع بين قبيلتي بكر وتغلب. توفي سنة 580 م، أي في أواخر القرن السادس الميلادي على وجه التقريب.
أنشد الشاعر هذه المعلقة في حضرة الملك عمرو بن هند رداً على عمرو بن كلثوم. وقيل أنه قد أعدّها وروّاها جماعة من قومه لينشدوها نيابة عنه لأنه كان برص وكره أن ينشدها من وراء سبعة ستور ثم يغسل أثره بالماء، كما كان يفعل بسائر البرص ثم عدل عن رأيه وقام بإنشادها بين يدي الملك وبنفس الشروط السابقة. لما سمعها الملك وقد وقعت في نفسه موقعاً حسناً أمر برفع الستور وأدناه منه وأطمعه في جفنته ومنع أن يغسل أثره بالماء.
كان الباعث الأساسي لإنشاد المعلقة دفاع الشاعر عن قومه وتفنيد أقوال خصمه عمرو بن كلثوم. تقع المعلقة في خمس وثمانين بيتاً، نظمت بين عامي 554 و569 م. شرحها الزوزني وطبعت في إكسفورد عام 1820 م ثم في بونا سنة 1827 م. ترجمت إلى اللاتينية والفرنسية.
وهذا مطلع المعلقة:
آذَنَتْنا ببَيْنهِا أَسْمَـــــاءُ ربَّ ثَـاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ اُلْثَّـــوَاءُ
بَعْدَ عَهْدٍ لَنَـا بِبُرْقَةِ شَمّــاءَ فَأَدْنَى دِيَــارِهَا اٌلْخَلْصـــاءُ
فَالُمحَيَّاةُ فالصِّفـاحُ فَأَعْنـاقُ فِتَـاقٍ فَعادِبٌ فَالْوَفَــــــاءُ
فَرِيــاضُ اُلْقَطَا فأوْدِيَةُ الشُّرْ بُبِ فالشُّعْبَتَـانِ فالأَبْـــــلاءُ
لا أرى مَنْ عَهِدْتُ فيهَـا فأبكي اٌلْيَوْمَ دَلْهاً وَمَا يُحِيرُ اُلْبُكَاء
وَبِعَيْنَيْكَ أَوْقَدَتْ هِنْدٌ اُلْنَّــارَ أَخِيراً تُلْوِي بِها اُلْعَلْيَــــاءُ