دخل يهود العراق في الولايات المتحدة أخيراً على خط الإعلان عن تطلعاتهم عبر تجمعهم, إذ ذكر موقعهم الرسمي أن أول مجموعة منهم وصلت إلى أراضي الولايات المتحدة في عقد العشرينات من القرن الماضي, حيث استقروا وعملوا بالتجارة والعقارات, وأسسوا تجمعاً العام 1934 يُعرف ب¯"تجمع يهود العراق", ولهم عبارة شهيرة توضع في كتبهم ومطبوعاتهم , ومعناها "عبر النهر سكن لكم آباء منذ وقت سحيق".
ويروي الموقع أيضاً نزوح عائلات عراقية معروفة كان لها الفضل في إرساء دعائم المجتمع اليهودي العراقي في العاصمة البريطانية لندن وفي ولاية نيويورك الأميركية.
وبحسب ما يحملونه من وثائق, فقد تمت مصادرة أملاكهم وأموالهم وأسقطت عنهم الجنسية العراقية, حيث إنهم كانوا يشكلون ما نسبته 2.6 في المئة من مجموع سكان العراق العام 1947, في حين أن نسبتهم انخفضت إلى 0.1 في المئة من سكان العراق العام 1951, وفقاً لموقعهم الرسمي.
وذكر موقع "العربية" الالكتروني, في تقرير أمس, أن من أشهر شخصياتهم أليسا مير حقاق, وهي شخصية يهودية عراقية أسست جمعية (Iraqi Aid Society), لكن بمرور الوقت تغير اسمها وأصبحت تُعرف الآن بجمعية (American Aid Society), وهي ذات نشاط إنساني لجمع الهبات والتبرعات.
وفي الرابع من يوليو الماضي, خرجت هذه الطائفة لتعبر عن انتمائها الإسرائيلي, فرفعوا الأعلام الإسرائيلية في عيد الاستقلال الأميركي إلى جانب علم الولايات المتحدة, أما ما حملوه من لافتات فقد كُتب عليها "هل تعلم أن فلسطين هي أرض يهودية", في إشارة إلى "الدولة الحلم".
ويقابل هذه الحركة (يهود العراق) حركة أخرى يهودية تخالفها في المعتقد والطرح والفكر, وهي حركة يهودية أرثوذكسية ترفض الصهيونية بكل أشكالها وتعارض وجود دولة إسرائيل, وتعداد أفرادها يقارب 5000 شخص, ويتواجدون في القدس ولندن ونيويورك, وهم جماعة دينية يهودية تأسست العام 1935.
وتعارض هذه المجموعة الصهيونية وتنادي بخلع أو إنهاء أو تفكيك سلمي للكيان الصهيوني, وتؤمن إيماناً مطلقاً أن اليهود لا ينبغي لهم إقامة دولة خاصة بهم حتى مجيء المسيح. وأفراد هذه الطائفة اليهودية يحرقون العلم الإسرائلي في كل مناسبة أو تجمع لهم, في تعبير عن رفضهم لإقامة دولة إسرائيل.
أما معتقدهم فيرتكز على الأدب الحاخامي الذي ينص على أنه بسبب خطايا اليهود فإنه تم طردهم من أرض إسرائيل, كما أنهم يعتبرون, بناءً على ما جاء في "التلمود البابلي", أن أي محاولة بالقوة لاسترداد أرض إسرائيل هو مخالفة للإرادة الإلهية.
ومن الجدير بالذكر أن موشيه هيرش, الحاخام الأكبر لهذه الطائفة, أقر ذات مرة بأن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات هو القائد الشرعي والقانوني للدولة, التي تشمل ما يعرف بدولة إسرائيل الآن.
أما ما يُلمح إلى إعادة الأواصر الثقافية مع دعاة الدولة الإسرائيلية, فهو ما يحدث في كردستان العراق اليوم بعد انطلاق مجلة تحمل اسم "إسرائيل-كرد", وتوزع في عاصمة إقليم كردستان أربيل بعد حصولها على موافقة بالنشر من حكومة الإقليم, وتباع بأسعار زهيدة.
وقال فرهاد عوني, نقيب صحافيي كردستان العراق, في حوار مع إذاعة هولندا العالمية ان "صدور المجلة ليس توجهاً رسمياً في الإقليم (لبناء علاقات مع إسرائيل), بل توجهنا هو المحافظة على العلاقة التاريخية بين العرب والكرد والوشائج التي تربطهم بعضهم بعضاً".